كتبت / سما زياد
بادئ ذى بدء تحيه خالصه من القلب لكل المصريين الذين تتعلق قلوبهم ببيت الله الحرام فالصالح والطالح من مسلمى مصر فى اشتياق دائم إليه .
استكمالا لمقالى السابق سأصطحبكم فى جوله عبر الزمن نعود فيها الى الوراء لنرى تاريخ طلعة المحمل .. فى عهد الفاروق عمر بن الخطاب بدأت قصة كسوة الكعبه مع المصريين حيث اصبحت الكعبه تكسى بالقماش المصرى المعروف بالقباطى وهو رقيق ابيض اللون وكانت تشتهر الفيوم بصناعته
اهتم الامويون والعباسيون ايضا بكسوة الكعبه ولكن كان لمصر التاريخ الاكثر جمالا وارتباطا معها فمع بداية الدوله الفاطميه اهتم الحكام الفاطميين بارسال كسوة الكعبه من مصر كل عام اما المماليك فكان تاريخهم مع كسوة الكعبه هو الاكثر طرافه حيث كانوا يرون ان هذا الشرف لا يجب ان ينازعهم احد فيه حتى ولو وصل الامر للقتال فحين أراد ملك اليمن ( المجاهد ) ان ينزع كسوة الكعبه المصريه ليكسوها كسوه من اليمن عام 751 هجريا علم بذلك أمير مكه فأخبر سلطان مصر وأرسل الى القاهره مصفدا بالأغلال ؛ وتوالت المحاولات من قبل الفرس والعراق ولكن أبى سلاطين المماليك أن ينازعهم احد فى هذا الشرف واستمر هذا الوضع حتى بعد سقوط دولة المماليك .
وكان المحمل المصرى الأكثر تنظيما وجمالا على مر التاريخ مقارنة بالمحامل الاخرى كالعراقى واليمنى والشامى والمحمل النبوى الذى كانت ترسله تركيا .
فقد كان احتفالا مهيبا تشهده مصر كل عام فالجميع له ان يتخيل ذلك الهيكل المربع والمصنوع من الخشب وقمته الهرميه وقد كساه الحرير والقماش المطرز والمنقوش بماء الذهب واهدابه تتطاير هنا وهناك وداخله نسختين للقرآن الكريم حفظت كل واحده منهما فى صندوق مطلى بالفضه ورقبة الجمل الذى وضع عليه المحمل محلاه بالجواهر والريش وكأنها إحدى اساطير ألف ليله وليله .
بذلك قد انتهت رحلتى بكم ومعكم داعية الله فى هذه الايام المباركه بكل الخير لمصر والمصريين .